الأربعاء، 5 يوليو 2023

َقصيدة بعنوان: الفَرَجُ والتنفيس بالله ثم الخميس

 قصيدة بعنوان: 
الفَرَجُ والتنفيس بالله ثم الخميس (الجيش السوداني)


مقدمة:


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد، فقد وفِقتُ لتوجيهاتٍ نافعة من أحدِ أهل العلم حفظهم الله الذين استقاموا على المنهج السلفي علماً وعملاً ودعوة -نحسبهم والله حسيبهم- (تجد روابطها في آخر المقال بإذن الله).

ولقد توالت هذه النصائحُ تترى من أول أيام حرب السودان الضروس؛ تبين للناس الحكمَ الشرعي والموقف الصحيح مبيناً موضحاً بكلام واضح لا يحتمل ، مدعماً بالأدلة لا يلتبس، وهذا هو واجب أهل العلم الذين أخذ الله عليهم الميثاق، " لتبيننه للناس ولا تكتمونه".

في وقت أسكتت فيه الحسابات السياسية، والخوف على الدنيا بعض من انتسب إلى السلفية، وأعيا الجهل لسان بعض من تصدر لهذه الدعوة الزكية، وكان قد تزيا بالعلم أزمناً يناظر في كل مكان وأوان، فلما حصحص الحق ظهر الأمر وبأن

وقديماً قالوا:


من تزيا بغير ما هو فيه 

أسقطته شواهد الامتحان


فكان لهذه التوجيهات أثرُها النافعُ على طلاب الحق، المؤثرين للصدق، فطفقوا ينقلونها، وبين الورى ينشرونها نصرة للحق وفرحا بها، ويسر الله لي بأبيات يسيرة في نصر الحق أحسبها، رزقني الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل، فقلت مستعيناً بالله:


القصيدة:


أيا صاحِ سر في الحق من ربنا المدَدْ

هو الواحدُ المعبود والباريء الصمَدْ


هو القاهر الأعلى فجل جلاله

يمُن على من شاء بالنور والرشَدْ


فصل أيا ربِ على أحمدَ الذي

أضاءت بسنته القلوب فلم تَحِدْ


أيا صاح هل أُدريتَ بالنبأ الذي

تداعى له السودانُ أدركَه الجَهَدْ


ألم ترَ أن الجيش قد غدرت به

كتائبُ أهل الدعم من خلفها المَدَدْ


ومن خلفِه أَرَبٌ بأمتنا التي

تسامى بها دينٌ هو الفوزُ والسَعَدْ


فو الله ما أممٌ تقومُ بغيرما 

إمامٌ مطاعٌ إن أصابَ أو اجتهَدْ


سوى إن دعا للغيِّ يُتركُ رأيُه

فما خالف الوحيين ما فيه مستنَدْ


ولا تُنزَعُ الأيدي من الطاعةِ التي

أُمِرنا ولم نخرجْ عليه ونبتَعِدْ


وجيشٌ يحوطُ الناسَ يحمي ذِمارَهم

فيَفشَلُ تخطيطُ العدوِ ويرتدِدْ


وهبَّ نسيمٌ من كتائبِ جيشِنا

نشُمُ به النصرَ المبينَ ونتعِدْ


علينا بحسنِ الظنِ والصبرِ إننا

لمِن أمةِ الإسلام واللهُ قد وعَدْ


فنصراً لدين الله سمعاً وطاعةً

لمن وُلِيَ الأمرَ وللشرِ قد أعَدْ


دعاءاً على أهلِ الخروج ومَنْ لهم

يناصر في مكرٕ شديدٍ له قعَدْ


فما لِسوى الرحمن نجأرُ إنَّه 

تداعى لنا الأعداءُ والقومُ ذو عدَدْ


فيا عالماً بالسر لطفَكَ نبتغي

عليك بمكرِ الماكرين الذي يُعَدْ


أذِلَّ جباهَ الخارجين وأَرْدِهِم

وتَابِعْ عليهم بالعذابِ وبالبَدَدْ


أياربِ قد نال العبادُ من الأذى

على النفسِ والأموالِ والأهلِ والولَدْ


أياربِ قد خانوا وعاثوا وأفسدوا

فلا الخوفُ يُثنيهم ولا الدينُ قد رَدَدْ


أياربِ أمكنْ جيشَنا من رقابهم

لتشفِ صدوراً من عذاب بها اتقَدْ


فما الدارُ إلا دارَ إسلام َ إنه

بفضلِكَ للأخلاقِ صرحُ العُلا يُمَدْ


كرامٌ ذَوو جودٍ أباةٌ ذَوو تُقى

بحفظ عهودِ الناسِ كلٌ بنا يُشدْ


فلا الغدرُ فينا لا العروضُ نُبيحُها

نعِفُ ونَعفو ليس منّا على أحَدْ


مساجدنا ملآى إذا جئت مصبحا

وإن تغشها وقت العشاء لها تَجِدْ


فهبوا لأخلاصٍ يعجل نصرنا

بأن يُفردَ الرزاقُ في الضيقِ والرَغَدْ


فلا تُصرفُ الأعمالُ إلا لوجهِهِ 

دعاءاً وحباً في الشدائد يُعتمَدْ


نغوثُ به طُراً فلا شيخَ يُرتجى

لنفعٍ وضُرٍ  ما لنا في الورى مدَدْ


ويا جيشنا نصراً لدينِ نبيكُم

دفاعاً عن الأوطانِ ما ضَر مَن حقَدْ


مُريدينَ وجهَ اللهِ قد فاز سعيُكم

فنصرٌ أو استشهادُ والسعدُ قد وجِدْ


وشعبُكم ردءٌ فإن شئتمُ بدا

لكم من بقاعِ الأرضِ أسيافُهُ تُمَدْ 


وها قد دعا داعِ الجهاد أن انفروا

وبينَّ أهلُ العلمِ بالآي والسَنَدْ(١)


فمن يستطع ينفِرْ ومن عذره بدا

يُحرِّض ومن والى على القُربِ يستعِدْ


ومَنْ غابَ يدعو والدعاءُ سلاحُنا

وما خاب من بالله صاولَ واعتَمَدْ


بذا يُنصَرُ الإسلامُ تُحمى حياضُهُ

نغيظُ بذا الأعداءَ نُظهِرُ للجلَدْ


فسيروا حمى اللهُ الديارَ وأهلَها

ومكنَ للإسلامِ في الأرضِ والبلَدْ



كتبها بعون الله 

محمد الحسن بن محيّ الدين 

دنقلة - السودان

في يوم التروية وتمامها في يوم النفر الأول لسنة أربع وأربعين وأربعمائة وألف.



(١) قال فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس - حفظه الله ورعاه- في مقال له بعنوان:[الحثُّ على الاستجابة لدعوة قائد البلاد -وفقه الله- بالاستنفار والتعبئة لقتال البغاة المتمردين]:

"• فَعَلى شباب المسلمين ورجالهم القادرين على حمل السلاح ومعرفته (إلا من له عذرٌ معتبَر) الاستجابةُ لهذا النداء والاستنفار طاعةً لله تعالى، وعدم التباطؤ والتثاقل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ الله اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ))، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "وإذا استُنفِرتم فانفِروا" [متَّفقٌ عليه]".

وراجع تتمة المقال الهام  وغيره على قناته الرسمية على التلجرام:


  https://t.me/shnizaralabbas


وهذا مقال جامع لروابط بعض ما قاله الشيخ أو كتبه في هذه الفتنة انظره على موقع (راية السلف بالسودان) تحت هذا الرابط:


 https://rsalafs.com/?p=5054


وهذا رابط صوتي القصيده


https://drive.google.com/file/d/1HnWd8LIBFznYH-x509O6_hNGZ679UfcU/view?usp=drivesdk


والحمد لله أولاً وآخرا.


* أذن بنشرها الشيخ نزار حفظه الله.